Wednesday, May 30, 2012

الصحة النفسية للمدينة العربية - 1994



بحث عن

 الصحة النفسية للمدينة العربية

The Psychological Health of The Arab City

مقدم الى 

مؤتمر المدن الصحية فى مدن دول الخليج العربية

 دبى - دولة الامارات العربية المتحدة

26-28 نوفمبر 1994

 د.م. ياسر عثمان محرم محجوب

مدرس بقسم الهندسة المعمارية

كلية الهندسة - جامعة الامارات العربية المتحدة

مقدمة

"المعالم المعمارية هى افراز طبيعى للتفاعلات الحضارية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية فى كل مرحلة، منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث، و من ثم يمكن استقراء طبيعة هذه التفاعلات مستقبلا و ما سوف تفرزه فى المستقبل."[1]
تعتبر الصحة النفسية للمدينة من اهم العوامل التى تؤثر فى الصحة العامة للمدينة و هى تعتبر محصلة تفاعلات النواحى الصحية المختلفة سواء الاجتماعية او البيئية او الثقافية. فتوفير المرافق و النظافة و الخدمات الاجتماعية و السلامة كلها تتفاعل لتوفير الاطار النفسى السليم للمدينة مما ينعكس على احساس الفرد و انتماءه لها.

ابعاد التجربة الانسانية فى المدينة

يقول الشاعر الانجليزى تشارلز كولتون
If you would be known, and not know, vegetate in a village.
If you would know, and not be known, live in a city.
بمعنى
اذا اردت ان تعرف و لا تعرف عش فى القرية.
اذا اردت ان تعرف و لا تعرف اسكن فى المدينة.

يأمل الكثيرمن الناس السكن فى المدن الكبيرة و يفضلونها عن غيرها من طرق السكن الاخرى فى القرى او المدن الصغيرة. و يظهر ذلك فى معدلات الهجرة من الريف الى المدن التى تشهدها مختلف دول العالم. و مثلما لتجربة السكن فى المدن من ابعاد ايجابية فلها من الابعاد السلبية ما يؤثر على الصحة العامة للسكان تنتج من الضغوط و الايقاع السريع للحياة فى المدينة.
للسكن فى المدينة ابعاد ايجابية و اخرى سلبية يمكن تلخيصها فى ما يلى:

الابعاد الايجابية للسكن فى المدينة

من اهم الابعاد الايجابية للسكن فى المدينة هو مقابلة الناس و تعدد مظاهر الحياة الاجتماعية و التنوع الثقافى والانشطة بالاضافة الى تنوع الاحداث و تنوع الاختيار و التفضيل. و تتميز المدينة بتوافر فرص العمل و اساليب المعيشة مما يشجع الكثيرين على الهجرة للمدينة و تفضيلها كمستقر عن المناطق الريفية.

الابعاد السلبية للسكن فى المدينة

و للسكن فى المدينة العديد من الاثار السلبية التى تؤثر على الصحة النفسية للسكان. و من اهم تلك الابعاد السلبية زيادة معدلات الازدحام و سرعة ايقاع الحياة و التلوث الهوائى و زيادة معدلات الضوضاء. و تنتشر الحوادث و الجريمة باشكالها المختلفة و يقل الاحساس بالامان. و تتعرض المدينة كذلك الى التدهور السريع للمخزون العمرانى نتيجة زيادة معدلات الاستهلاك و سرعة ايقاع الحياة.

الادراك النفسى للمدينة Psychological Perception of the City

ترتبط الصحة النفسية للمدينة بعوامل متعددة تؤثر فى الادراك النفسى للمدينة عن طريق سكانها. و لعامل الاحساس بالوقت تأثير كبير فى الادراك النفسى للمدينة فتعدد الامكان التى يمكن زيارتها و المسافة بينها و اسلوب الحركة فى المدينة كلها تؤثر فى احساس الفرد بالزمن فى المدينة. و يرتبط الادراك النفسى بمشاعر متعددة اهمها الاحساس بالامان فى مختلف انحاء المدينة و يعتبر من اهم عوامل ارتباط الانسان بالمكان و البيئة من حوله. و يصل قمة الارتباط النفسى بالمدينة عند الشعور بالالفة و الانتماء للمدينة.

تقييم الصحة النفسية للمدينة و تطبيقاتها على المدينة العربية

من اهم اساليب تقييم الصحة النفسية للمدينة هو دراسة ما يحمله سكان المدينة من تصورات عن المدينة The Image of the City حيث تؤثر تلك التصورات فى الادراك النفسى لسكان المدينة. و تحمل تلك التصورات الكثير من المعانى التى تؤثر سلبا او ايجابا فى صورة المدينة. و فيما يلى نستعرض بعض طرق تقييم الصحة النفسية للمدينة عن تحليل تصورات و انطباعات سكان المدينة عن مدينتهم:

التصور العام للمدينة The Image of the City

ينتج تصور المدينة، كما يقول كيفن لينش، من تفاعل مزدوج بين البيئة المحيطة و الانسان المتعايش معها. فالبيئة المحيطة تقترح تميزات و علاقات بين الاشياء و الانسان المتفاعل معها يختار و ينظم و يستنبط تلك المعانى من البيئة بناء على تكيفه معها و فى ضوء اهدافه و اغراضه. و يؤثر التصور الناتج من هذا التفاعل فيما يراه الانسان من حوله.[2]
و قد اجرى كيفن لينش دراسة على ثلاث مدن امريكية هى مدينة بوسطن و مدينة جيرسى و مدينة لوس انجلوس تضمنت اجراء مراقبات منظمة للمدينة عن طريق باحثين مدربين و عن طريق عمل مقابلات مع مجموعة من سكان تلك المدن حيث كانوا يقومون بوصف مدنهم و رسم خرائط مبسطة لها.[3] و استنتج لينش من تلك الدراسة وجود تصور عام للمدينة لدى سكانها يحتوى التصورات المختلفة للافراد و لخص المحتويات المادية للمدينة التى تؤثر فى تصورها لدى سكانها فى النقاط التالية:
1- الممرات        Paths : و هى عناصر الاتصال بين اجزاء المدينة التى يتحرك من خلالها عادة سكان المدينة. و هى تتضمن شوارع السيارات و طرق المشاه و مسارات السكك الحديدية و القنوات. و تعتبر تلك الممرات اهم مكونات المدينة و التى تحتل جانب كبير من تصور السكان عن المدينة و عن طريقها يكونون تصورهم عن المدينة و تساعدهم على ترتيب عناصر المدينة و ربطها ببعضها البعض.
2- المحددات Edges : و هى العناصر الطولية التى لا تعتبر ممرات اتصال بين اجزاء المدينة و تمثل حدود بين مناطق مختلفة. و هى تتضمن الشواطئ و خطوط السكك الحديدية و نهايات العمران و الاسوار. و هى تمثل عوائق يصعب اختراقها و تفصل بين مناطق و اخرى. و بالرغم من ان المحددات ليس لها نفس اهمية الممرات الا انها تمثل عناصر هامة فى تصور علاقات اجزاء المدينة ببعضها.
3- المناطق        Districts : و هى اجزاء متوسطة المساحة من المدينة و لها ابعاد افقية واضحة لدى الافراد يمكن دخولها او الخروج منها و تتميز بوجود طابع مميز لها و يمكن تمييزها من الداخل و الخارج. و يعتمد الكثير من الافراد على المناطق فى ترتيب تصورهم للمدينة.
4- الملتقيات      Nodes : و هى نقاط و اماكن استراتيجية فى المدينة و تتمتع بتمركز انشطة معينة تبدأ منها و تنتهى اليها حركة الافراد. و تتضمن تقاطعات و اماكن التقاء الطرق الرئيسية و محطات وسائل المواصلات المركزية او امكان تمركز تكتسب اهميتها من البيئة المحيطة مثل نواصى الشوارع او الميادين المقفولة. و للملتقيات علاقة قوية بالممرات حيث انها تقع غالبا عليها.
5- المعالم          Landmarks : و المعالم تمثل طريقة اخرى لتحديد المدينة و هى لا تستعمل ولا يمكن دخولها مثل المناطق و هى غالبا اشياء مادية مثل المبانى او اليافطات او المحلات التجارية او الجبال او الابراج او الاشجار . و يمكن رؤيتها من اماكن بعيدة.

العوامل المؤثرة على المدينة العربية الخليجية

تعرضت المدن العربية الخليجية للامتداد السريع خلال العشرين عاما الماضية و تأثر التصور العام للمدينة The Image of the City لدى السكان بالتزايد الكبير فى الرقعة العمرانية. و تلاشى مفهوم المدينة التقليدية The Traditional City و تغلب طابع المدينة الكبيرة The Metropolitan City على اغلب المدن العربية الخليجية بما يحمله طابع المدينة الكبيرة معه من مزايا و عيوب، حيث تتصف  العديد من المدن التى تتصف بالعالمية بتعدد اصول و نوعيات السكان مما يزيد التنوع الحضارى بها و لكنها تعانى فى نفس الوقت من الانفصال العرقى و تزايد معدلات الجريمة و انعدام الامان و تزايد المناطق غير المأهولة التى تمثل خطرا على السكان، مما يتطلب معالجات عمرانية مختلفة عن المعالجات التقليدية التى كانت متبعة فى المدن ذات التعداد السكانى الصغير المتجانس.
  
و مع تزايد استخدام الطرز العالمية فى العمارة و التخطيط تحولت شخصية المدينة من المحلية الى العالمية و اصبح الطابع المعمارى فى اغلب المدن العربية الخليجية هو الطابع العالمى The International Style مما افقدها عنصر التميز عن باقى المدن.
         و تأثر المظهر العمرانى للمدن العربية الخليجية بقوانين البناء تأثرا قويا بما تحدده من مسطحات و حجوم بناء و مناطق غير مستغلة Leftover areas .
 و تتعدد كذلك مصادر التلوث البصرى Visual Pollution بالمدن المعاصرة نتيجة الخلط بين الانماط المعمارية المتناقضة فى بيئة عمرانية واحدة. و كذلك تشويه الرؤية البصرية بالعديد من الاعلانات و الاستخدام المبهر للاضواء. لذا يجب ان تتابع اللجان المختصة بتجميل المدينة تأثير تلك العوامل على شخصية المدينة.

ان افتقاد الطابع و الهوية Identity فى العديد من المدن العربية التى التزمت باساليب التخطيط الغربية يؤثر على انتماء الفرد سواء فى الاجيال الحالية او المستقبلة. لذا يجب الاهتمام بدراسات المعالجات التراثية للبيئة العمرانية كأساس لتوفير الطابع المعمارى الملائم للمدينة.

وتوضح الشرائح التالية امثلة من مدن دولة الامارات العربية المتحدة التى تمر بمراحل تغيير اجتماعى و ثقافى متمثلة فى نموها السريع و استخدام انماط عمرانية متباينة فى معالجات البيئة العمرانية مما يؤدى الى تغيير سريع فى البيئة العمرانية و ينعكس ذلك على شعور الانسان بالانتماء و الصحة النفسية.

تطوير المدينة العربية

تواجه المدينة العربية الخليجية تحديات كبيرة نتيجة التغير العمرانى السريع. و يجب قبل اقتراح تطوير المدينة و وضع التصورات مراعاة التغيرات التى تحدث على المستوى الانسانى ككل حتى يكون هذا التطوير فى الاتجاه الصحيح. فالمدينة العربية اصبحت مرتبطة بما يحدث فى مختلف مدن العالم.

ان ما نمضى اليه ليس مجرد زيادة فى الاستخدام الالكترونى بالنسبة للتكنولوجيات الصناعية، و ليس مجرد المزيد من التقدم فى تكنولوجيات الكمبيوتر و عملية تخزين و تصنيف و معالجة البيانات و المعلومات، و ليس مجرد تقدم فى تكنولوجيات الاتصال اعتمادا على الاقمار الصناعية و كابلات الالياف الزجاجية ..... اننا نمضى الى مجتمع بشرى يختلف نوعيا عن المجتمع الذى ساد فى عصر الصناعة."

تؤكد جميع الشواهد و المتغيرات حولنا ان الانسانية تمضى الى حقبة جديدة مختلفة تماما عما سبقها من حقبات تاريخية. و هى ليست - كما يؤكد المتخصصون - امتدادا لعصر الصناعة او مجرد استخدام المزيد من تكنولوجيا الاتصالات او الكمبيوتر ولكن الحقبة القادمة تحمل معها تغيرات اساسية فى اساليب الحياة و النظم و القيم الانسانية. و ما يهمنا فى هذا المجال هو متابعة هذه التحولات و رصد التغيرات التى تؤثر علينا سلبا او ايجابا فى مختلف المجالات.

من اهم مظاهر التغير فى العصر القادم حدوث تغير فى النظم الاجتماعية و الاقتصادية و سوف يبدأ هذا التغيير فى اساليب العمل التى كانت تعتمد فى الماضى على وجود الانسان فى مكان معين لتأدية عمله كأنعكاس لعصر الصناعة و ظهور المصانع ذات الاحتياجات الخاصة مما ادى الى اهمية وجود العامل فى مكان محدد حتى يتمكن من تأدية عمله. أما فى عصر المعلومات فسوف لا يتقيد الانسان بالتواجد فى مكان محدد لتأدية عمله الذى يعتمد فى المقام الاول على المعلومات التى يستخدمها و يتصل بها عن طريق شبكات المعلومات. و بالطبع سوف يؤثر ذلك على مكان السكن الذى كان يعتبر فى الماضى هادئا و منعزلا عن مكان العمل. و سوف يتمكن الانسان من العمل من اى مكان و خاصة سكنه مما قد يساعد على التغلب على المشاكل التى اوجدها نظام انفصال العمل عن السكن و كذلك سوف تتاح الفرصة لعدد اكبر من افراد المجتمع المشاركة و العمل و خاصة المعوقين و كبار السن.
كل تلك التغيرات تؤثر بشكل مباشرعلى مجالات العمارة و تخطيط المدن. فمثلما اثرت احتياجات العصور الزراعية و الصناعية بشكل مباشر على عمارة و تخطيط المدن فى تلك العصور نتيجة لانماط الحياة التى وفرتها فمن المؤكد ان تؤثر انماط الحياة التى يوفرها عصر المعلومات فى عمارة و تخطيط مدن ذلك العصر.

"من الاخطاء التى تعوق فهمنا لحقيقة ما يجرى، اعتمادنا على المعنى القديم السائد للمصطلحات و الكلمات، بأعتبار ان ذلك المعنى ثابت لا يطاله التغيير. و حقيقة الامر ان الاصطلاحات كائنات حية، تكتسب معانيها المختلفة بأختلاف الزمان، و بأختلاف النظم المجتمعية."

من اهم القضايا التى يجب ان نتعرض لها هى تعريفنا للمصطلحات السائدة و الكلمات التى نستخدمها و محاولة اعادة صياغة تلك المصطلحات بما يتناسب مع احتياجات العصر المستقبلية. و من اهم المصطلحات فى مجال اختصاصنا هو تعريفنا لمصطلح المدينة.
ان فهم طبيعة التحول الحضارى الذى نمر به، يقتضى الاعتماد على منظور جديد فى التاريخ، و يترتب على هذا الفهم اننا نمر بمرحلة انتقالية كبرى من مجتمع الصناعة الى مجتمع المعلومات. فنتيجة لزحف ثورة المعلومات، من كمبيوتر و اتصالات، و نتيجة لتطور تكنولوجيات الانتقال، بدأت الحدود و الحواجز بين الدول و المجتمعات فى الهبوط و التحلل المتواصل، و الاقتراب من التلاشى فى بعض الاحيان.

من الضرورى تطوير مفاهيم المدينة بحيث تتلائم مع التغيرات المستقبلية المتوقعة قبل ان تفرض عليها مثلما حدث فى عصر الحداثة و ما بعد الحداثة و ذلك عن طريق تطوير مفاهيم تخطيط المدينة و المسكن بحيث لا تعتمد على ما توارثناه من الماضى فقط و لكن على ما نحتاج اليه فى المستقبل ايضا و كذلك توقع ظهور انماط معمارية و عمرانية جديدة لم تكن موجودة من قبل و دراسة امكانية الاستفادة من الانماط المعمارية التراثية للعمارة الاسلامية فى مواكبة التغيرات القادمة. فالعمارة الاسلامية على مر العصور لم تكن سوى تعبير صادق عن الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية السائدة للانسان فى الوقت الذى ظهرت فيه.

التوصيات

" توحيد الدين، بمعنى توحيد عقيدة الاسلام لا المسلمين، لتذويب الفروق و الفرق الحفرية التى ورثها عن ماض فقد الان سياقه الزمنى ..... التبادل الثقافى و الفكرى العام و المزيد من التنسيق الاقتصادى و الترابط و التبادل التجارى و التضامن السياسى الوثيق فى المجتمع الدولى ..... تلك جميعا هى المجالات الخصبة و الفعالة و الواجبة لتفاعل العالم الاسلامى.
و من التوصيات التى يمكن ان تفيد الصحة النفسية للمدينة العربية:
- عمل بحث موسع عن طريق دراسة ميدانية لدراسة التصور العام للمدينة لدى سكانها و مقارنته بالتصور العام للمدينة لدى زوارها. و سوف تساعد نتائج هذا البحث فى تدعيم التصورات الايجابية و معالجة السلبيات و توجيه المخطط العام للمدينة نحو ما يفيد تحسين صورة المدينة لدى سكانها و زائريها.
- تطوير مفهوم المدينة و اسس التخطيط و قوانين البناء و الاسكان بما يتناسب مع التغيرات المستقبلية المتوقعة ثقافيا و اجتماعيا و بما يتناسب مع الخلفية التاريخية الثقافية و الاجتماعية للسكان و الاستفادة من الانماط المعمارية التراثية للعمارة العربية فى مواكبة التغيرات القادمة. و تحتاج قوانين البناء المعمول بها حاليا فى اغلب مدن العربية الخليجية الى اعادة صياغة تتناسب مع المتطلبات المتغيرة للمجتمع على ان ترتبط تلك التعديلات بالتراث الحضارى لدول الخليج.
- ترشيد معدلات الاستهلاك عن طريق التوعية الاعلامية و تبنى مشروع اعادة الاستخدام Recycling الذى اصبح مظهر هام من مظاهر التحضر فى مختلف مدن العالم و مراعاة للتدهور البيئى العالمى.
- اقامة مركز بحوث للمدينة العربية، يكون بمثابة مركز معلومات و اتصالات فى مجال تخطيط المدينة العربية الخليجية، تتجمع فيه كافة مصادر البحوث و تدون فيه كل الدراسات السابقة و المقترحة و يعكف عليها الباحثون لفهمها و تصنيفها مع تجميع كل ما هو مطروح الان فى موضوع تحديث العمران و المدينة العربية سواء فى البلديات او الجامعات، ان طرح فكرة اقامة مركز للدراسات سيساهم فى الوصول الى الحلول العلمية لموضوع العمران العربى و تخطيط المدينة.
- توفير المعلومات اللازمة عن المدينة العربية من خلال بنك للمعلومات يربط بين المدن فى المجتمعات العربية الاسلامية عن طريق شبكات المعلومات العالمية و المحلية.
ان مستقبل العمران لا يعتمد على قدرة المخطط او المعمارى فنيا و علميا و تنظيميا بقدر ما يعتمد على وضع المجتمع حضاريا و ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعيا مع ما يرتبط بذلك من تقدم علمى و تكنولوجى من ناحية و ارتباط بالجذور الحضارية للمجتمع من ناحية اخرى.
****************************************



[1]- د. عبد الباقى ابراهيم و د. حازم ابراهيم، "المنظور التاريخى للعمارة فى المشرق العربى"، مركز الدراسات التخطيطية و المعمارية، فبراير 1987.ص. 3
2 - Lynch, Kevin, The Image of the City, The M.I.T. Press, Harvard, 1960. p.6.
[3]- Lynch, Kevin. pp. 18-21

No comments:

Post a Comment